dimanche 18 avril 2010

بين قمم لا تنتهى وأحلام لا تجىء

نقد أي قمة عربية قبل أو أثناء أو بعد انعقادها أسهل بكثير من محاولة تلمس إمكانيات نجاحها أو اقتراح بعض الأفكار التي تساعد على تحقيق ذلك النجاح. سجل القمم العربية الماضية يعزز مع الأسف واقعية التشاؤم، ويدحر الرغبة في التفاؤل إلى مربع التمنيات.
نرى في القمة العربية ثلاث قمم, قمة البرود كمن يسمع شريط مسجل فارغ و قمة السخافة كمن يقلب الشريط الفارغ ليسمعه من جديد و قمة البلاهة [التناحة] كمن يعيد سماع مقطع أعجبه من الشريط الفارغ

أول قمة عربية عقدت فى مدينة أنشاص فى مصر فى شهر مايو عام 1946 أكدت قمة الزعماء والحكام العرب يومها على عروبة فلسطين وأن مصيرها مرتبط تماما بمصير دول الجامعة العربية وأن قضية الشعب الفلسطينى هى قلب القضايا العربية..

بعد هذه القمة الأولى جاءت حرب فلسطين وإعلان بلفور ومشروع التقسيم وخرجت الجيوش العربية تحمل هزيمة ثقيلة أمام عصابات الكيان الصهيونى وتدفقت مواكب الملايين من المهاجرين الفلسطينيين إلى كل بقاع الدنيا تعلن عصر الشتات وهو بداية جريمة بشعة تمثل واحدة من أكبر الجرائم فى تاريخ السطو على الأوطان.. منذ هذا التاريخ.. ومنذ اجتمعت أول قمة عربية فى أنشاص ولا تخلو قمة عربية من مشروع بيان يدين.. أو قرار يشجب.. أو احتجاج معلن أو صامت أو حديث عن المشروع الصهيونى الذى استباح الأرض العربية واغتصب وطنـا بأكمله..


سقطت من أعمارنا سنوات طويلة أصبحت الآن بالعشرات ونحن ننظر بأعيننا ونتطلع بقلوبنا إلى كل قمة عربية قادمة.. كنا نرسم الأحلام ونتطلع إلى الأفق البعيد ونتصور أمة موحدة وشعوبا تدرك مسئولياتها فى الحياة وحكومات تخرج من هذه الأرض من خلال انتخابات حرة واختيارات سليمة ووعى كامل بقضايا وطموحات كل إنسان عربى.. ما أكثر القمم التى عبرت أمامنا ونحن نطارد أحلامنا فى كل عاصمة عربية نشد إليها الرحال.. قمم عربية كثيرة جدا شهدت الكثير من بيانات الإدانة حتى إننا اعتدنا على هذا النوع من ردود الأفعال.. أن ندين وأن نشجب هذا آخر مدى وصلنا إليه ووصل إليه حكامنا وهم يشربون القهوة العربية المرة التى اعتدنا أن نشربها معهم كل صباح..


وبسبب عجز النظام العربي عن تجديد نفسه، وافتقاده رؤية واضحة للمستقبل

يبدو العرب في وضع يستحق الشفقة حيث لا مستقبل يرنون إليه ولا قدرة في الوقت نفسه على إعادة إنتاج شيء إيجابي من الماضي. فكأنهم ينتظرون معجزة لا يعرفون كنهها ولا من أين يمكن أن تأتيهم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire